فضاء حر

عن نجران وجيزان وعسير

يمنات

من أمس الأول وأنا أشعر بالحقد على الإمام يحيى حميد الدين. قاومت كتابة مشاعري هذه في بوست، لكني الآن أعجز عن ذلك.

كنت أعرف أن الرجل أحد أسباب خسارة اليمن لعسير وجيزان ونجران، لكني أطلعت، أمس الأول، على تفاصيل هامة حول جبنه، وغباءه، وافتقاده للشجاعة، ولحسن التقدير.

كنت لا أريد استخدام كلمة "غباءه"، غير أن الشهاري أوردها بالنص وهو يتحدث كيف أن عبدالعزيز آل سعود استغفل الإمام ودخل معه في عملية تفاوض موهومة عندما بدأت ثورة أهالي عسير.

استغفله بطريقة مضحكة وأرسل له وفد للتفاوض ودقها شهرين لما خلص عبدالعزيز القضاء على الثورة في عسير أنهى المفاوضات بدون أي نتيجة.

كان الملك عبدالعزيز شجاعاً، وكريماً، فيما وقف الإمام على النقيض. والمشكلة إن الإمام المحترم كان يشارع بعد يمنية عسير وعندما بدأت الثورة هناك أرسل لعبدالعزيز رسالة مخزية يؤكد له فيها أنه لم يكن يعلم بالثورة، ويدينها.

تمكن أهل عسير بقيادة الأدارسة من طرد واعتقال موظفي "آل سعود"، وعندما رد عليهم الأخير بقوة رفض الإمام مساندتهم رغم انهم استعانوا به وأعلنوا استعدادهم العودة إلى الدولة اليمنية الموحدة! ظل إمام صنعاء يتفرج على أهل عسير حتى التهمهم الملك عبدالعزيز.

والمخزي أن الإمام أرسل برسالة إلى عبدالعزيز يطلب منه السماح ببقاء الحسن الإدريسي في ميدي، وتخصيص له مبلغ 2500 في الشهر!! ولكي تقارنوا بين الشخصيتين عليكم أن تعلموا أن عبدالعزيز وافق على الأمر.

أشعر بالعار، وما أوردته هنا هو جزء بسيط من نثرات الإمام.

عموماً؛ لو أن اليمن حظيت بحاكم قوي في بداية القرن الماضي لكانت عسير ونجران وجيزان يمنية حتى اليوم.

كان الملك عبدالعزيز، في عشرينات القرن الماضي، تعبيراً عن مرحلة جديد في الجزيرة العربية، فيما كان الإمام امتداداً للدولة الدينية الغاربة في التاريخ.

لا أريد أن أقول هذا الأمر؛ لكن للإنصاف فالملك عبدالعزيز حاز عسير السرات ثم عسير تهامة وجيزان ونجران عن جدارة لأنه كان يواجه شخص جبان وغبي يحكم اليمن.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى